الصحفى شادى عبد السلام يكتب: نصر أكتوبر.. عبور الإرادة الذي أعاد لمصر المجد والعزة
رسالة للأجيال الجديدة بأن مصر التي عبرت القناة قادرة أن تعبر المستقبل
في السادس من أكتوبر عام 1973، توقفت عقارب الزمن لتسجل لحظةً فاصلة في تاريخ مصر الحديث،بملحمة عسكرية عظيمة غيرت وجه التاريخ ووضعت العالم يقف ويفكر حين قرر المصريون أن يكتبوا بدمائهم فصلاً جديدًا من فصول المجد والكرامة.
لقد كان نصر أكتوبر المجيد انتصارًا للإرادة المصرية التي لم تعرف الهزيمة، ومعركة أعادت للوطن صوته وهيبته أمام العالم وحققت عبور المستحيل وتحطيم الأسطورة العسكرية المزعومة وخط الوهم التي أسقطته الإرادة المصرية
وتحولت قناة السويس من مانع مائي مخيف إلى جسرٍ للبطولة والحرية، حين عبرت القوات المصرية القناة في واحدة من أعقد العمليات العسكرية في القرن العشرين وخلال ساعات، معدودة سقطت أسطورة “خط بارليف” الذي رُوِّج له كأنه لا يُقهر، وارتفعت أعلام مصر على الضفة الشرقية معلنةً الحرية وأن المستحيل يمكن أن يُهزم بالإيمان والعزيمة وذكاء القيادة وشجاعة المقاتل.
وتميّزت الحرب بواحدة من أذكى خطط الخداع الاستراتيجي في التاريخ، حيث نجحت القيادة المصرية في تضليل العدو وإرباك حساباته حتى لحظة العبور واستخدم المهندسون المصريون خراطيم المياه لتفتيت الساتر الترابي، في ابتكارٍ مدهش جعل العالم يُعيد النظر في مفهوم القوة والتكنولوجيا أمام الإبداع المصري الذي لن يكرر.
لم يكن نصر أكتوبر نهاية حربٍ فحسب، بل بداية عهدٍ جديد من السلام القائم على الكرامة التى مكنت مصر من إستعادة أرضها بجهد أبنائها، لتثبت أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا من موقع القوة والثقة.
وبعد أكثر من نصف قرن، من الزمان تبقى روح أكتوبر رمزًا للقدرة المصرية على تجاوز الأزمات، ودليلًا على أن من انتصر في الحرب قادر على النهوض في البناء والتنمية.
