مقالات

ترشيد استهلاك الكهرباء.. ضرورة وطنية ومسؤولية مجتمعية

ترشيد استهلاك الكهرباء.. ضرورة وطنية ومسؤولية مجتمعية

بقلم: د. مجدي عدلي أبو اليمين
القيادي بحزب الريادة وعضو الرقابة الفنية بالهيئة العامة للتأمين الصحي

في إطار الجهود الوطنية لرفع الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء، جاءت الدعوة الكريمة من بيت العائلة المصرية لعقد ندوة موسعة حول هذا الموضوع الحيوي، برعاية:

الأستاذ الدكتور محمد شامة، الأمين العام لبيت العائلة

نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا، الأمين العام المساعد، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ورئيس قناة مي سات

فضيلة الشيخ محمد الأمير، وكيل مشيخة الأزهر سابقًا ومنسق بيت العائلة المصرية

وقد شهدت الندوة حضورًا مميزًا من نخبة من الأكاديميين والخبراء، في مقدمتهم:

الأستاذ الدكتور عبدالمسيح سمعان، أمين لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية

الأستاذ الدكتور محمد الشربيني، الأمين العام المساعد للجنة التعليم، أستاذ الكيمياء بجامعة الأزهر، ومساعد رئيس جامعة الريادة

بدأت الندوة بكلمة افتتاحية مؤثرة من نيافة الأنبا إرميا، تلاها عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، إيذانًا بانطلاق فعاليات اللقاء.

الطاقة في مصر… بين الواقع والطموح

استعرض الدكتور محمد الشربيني واقع الطاقة في مصر، موضحًا أن معظم الإنتاج ما يزال معتمدًا على الوقود الأحفوري، إلا أن الدولة تتجه بقوة نحو الطاقة المتجددة، مثل:

طاقة الرياح

الخلايا الشمسية

الطاقة الكهرومائية

وتهدف الحكومة إلى رفع مساهمة هذه المصادر إلى 42% من إجمالي الطاقة بحلول عام 2035.

كما أشار إلى مساعي مصر لاحتلال موقع متقدم عالميًا في إنتاج الطاقة النظيفة، خاصة من خلال مشروعات الهيدروجين الأخضر، الذي يمثل نقلة نوعية في مستقبل الطاقة المستدامة، ويجعل من القاهرة مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، تم تسليط الضوء على مشروع الضبعة النووي، الذي يمثل ركيزة استراتيجية لزيادة إنتاج الطاقة وتنويع مصادرها. وأكد أيضًا أهمية مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لتحقيق أمن واستقرار الطاقة.

ترشيد الاستهلاك… وعي وسلوك مسؤول

من جانبه، قدّم الدكتور عبدالمسيح سمعان شرحًا وافيًا حول أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء، مشددًا على أن الترشيد لا يعني التقليل أو الحرمان، بل هو استخدام رشيد وعقلاني للطاقة.

وأوضح أن تشغيل جهاز تكييف لمدة 6 ساعات يعادل استهلاك 8 إلى 10 أعمدة إنارة، وهو ما يكشف حجم الفاقد في الاستهلاك غير المدروس، خاصة خلال فصل الصيف.

وقدّم مجموعة من التوصيات العملية للمواطنين، منها:

اختيار الأجهزة الحديثة الموفرة للطاقة

إجراء صيانة دورية للأجهزة المنزلية

عدم تشغيل الأجهزة في حال عدم التواجد

استخدام العزل الحراري في المباني لخفض استهلاك الطاقة

استبدال اللمبات التقليدية بلمبات LED موفرة

تحديد مواعيد رسمية لإغلاق الكافيهات وقاعات الأفراح

كما دعا إلى تفعيل دور الإعلام ودور العبادة في نشر ثقافة الترشيد، وغرس هذه المفاهيم منذ المراحل التعليمية الأولى.

الحوار المجتمعي ضرورة

شهدت الندوة تفاعلًا لافتًا من الحضور، الذين أكدوا على أهمية غرس مفاهيم الترشيد في الوعي المجتمعي، وتضمينها في المناهج الدراسية.

وقد تم الاتفاق على أن تخفيض الاستهلاك بنسبة 10% فقط من شأنه أن يضمن عدم انقطاع الكهرباء أو الحاجة إلى تخفيف الأحمال طوال العام، مما يعكس أهمية مساهمة كل فرد في هذه المنظومة الوطنية.

في الختام…

إن ترشيد استهلاك الكهرباء ليس مجرد دعوة نظرية، بل هو واجب وطني ومسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن، في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتصاعدة.

وتأتي هذه الندوة لتجسد دور بيت العائلة المصرية في تعزيز الوعي، وتقديم نموذج يحتذى به في التكامل بين المؤسسات الدينية والعلمية لخدمة الصالح العام، وترسيخ قيم الوحدة والتعاون بين أبناء الوطن الواحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى